إذا كان الاسلام واحداً فلماذا يتفرق المتدنيون به؟ وإذا كانت القضية الوطنية واحدة فلماذا يتقاتل الوطنيون؟ **** لا كرامة لوطن يفتقد فيه المواطن عزته وكرامته. **** المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتطلع الى الاستقرار والحرية والسيادة وتقرير المصير. **** إن وحدة المسيحيين مسؤولية سياسية إسلامية ووحدة المسلمين مسؤولية سياسية مسيحية **** إن شريعة لبنان الحضاري هي شريعة الدين والعقل لا شريعة الهوى والقتل، وهي شريعة اللقاء والحوار لا شريعة الخصام والدمار **** إن أي فئة من الفئات لا يمكنها ان تبني لبنان على صورتها، سواء كانت حزبية أو طائفية أم عنصرية. **** إن لغة التخاطب مع العدو الدخيل على الجوار تختلف عن لغة التخاطب مع الشقيق المتعاون في حمى الديار. **** الكرامات التي يعتدي عليها العدو الاسرائيلي خليقة بأن تثير ضمير العالم ليتحرك الى جانبنا. **** إن تحرير الوطن يكون بتحريره من العدو الاسرائيلي وتوفير السيادة له كاملة غير منقوصة. **** إن الواقع المقطّع الأوصال والضائع في متاهات اللا أمن واللا استقرار، يُشجع كل صاحب غرض لأن يحقق غرضه، وخصوصاً العدو الإسرائيلي الذي يريد أن يلعب بالنار ويستغل الظروف. **** إن أعز نداءٍ إلى قلبي هو المحافظة على وحدة هذا الوطن وقوته وأن تعيشوا في ظلاله اخوة متلاقين متحابين في السراء والضراء فالقيمة الحقيقة للمواطن هي بما يعطي وطنه من مواهب لا بما يحققه لنفسه من مكاسب **** ان الخطر على لبنان من داخله إذا وزنت الوطنيةُ فيه بميزانين. **** من يطبق القانون بحزم في جهة ويتردد في تطبيقه في جهة أخرى يرد موارد الظلم. **** حريُّ بلبنان، أنشودة التلاقي بين المتدينين، أن يكون رائداً من رواد الحضارة الروحية في عصرنا. **** الطائفية هي تشنج صارخ بقشور الدين وانغلاق وحشي على الإنسانية وضياءها. **** إن لبنان بلد التلاقي الروحي لا الإبتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الإنسانية بأسرها. **** إننا نريد للبنان أن يكون بلد التعايش السياسي لا التعايش الطائفي. **** إن حقنا في وطننا ليس ملكاً يتصرف به البعض كما يهوى ويشتهي إنما هو أمانة نحملها في أعناقنا جميعاً لنسلمها إلى أحفادنا وإلى أجيالنا المقبلة. **** إن تحرير الوطن ينبغي ان توازيه حركة تحرير المواطن وتحقيق المساواة الوطنية التامة. **** إن من يزن العدل بميزانين يخطئ في حق لبنان. **** وحدة المسلمين والمسيحيين في وطنٍ واحد مسؤوليةٌُ لبنانية مشتركة **** إن تحرير المجتمع اللبناني لا يقوم إلا بتكامل الطاقات الإسلامية والمسيحية. **** المواطن اللبناني لا يكون كبيراً إلا إذا بسطت السلطة الشرعية ظلها على كامل تراب الوطن **** إن لبنان لا يمكن أن يكون إلا على صورةٍِ من التجانس البديع بين جميع طوائفه **** إن نهوض لبنان وتقدمه مرهونٌ بتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين ومناطقهم **** الطائفية السياسية والساسة الطائفيون كلاهما ينتفع بالآخر ويتغذى عليه وكل ذلك على حساب لبنان وسلامته وازدهاره. **** إن دعوتنا لوحدة المسلمين ليست إلا دعوة لوحدة اللبنانيين. **** إن أخطر العبودية المعاصرة هي عبودية الإنسان لأهوائه وشهواته التي أحبطت مستواه الخلقي والاجتماعي والحضاري. **** إننا لسنا من هواة إثارة الهالات من حولنا ولا نحب أسلوب العمل الفوضوي ولسنا تجار مبادىء. **** عروبة لبنان هي الشرط الأول لبقائه سيداً حراً مستقلاً. **** إن الإنهيارات الخلقية والإجتماعية على صعيد الأفراد والشعوب، ما هي في الواقع إلا نتيجة طبيعية لفقدان القدرة لدى الإنسان المعاصر على إقامة التوازن الدقيق بين الروح والمادة. **** إن مهمتنا هي أن نحكم بالعدل في نطاق صلاحياتنا وأن نطالب بالأفضل لشعبنا في نطاق الأدب والحكمة. **** لا ديمقراطية ولا عدالة بوجود الطائفية. ****
Nov 2024 01
الجمعة 28 ربيع الثاني 1446
حكـــــمة الاسبـــــوع




لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه



سجـــــل الإصدقـــــاء
رســائـــل التضامـــــن
رســــائـــل التــحيـــة
الـــــى الشــــــــــهيد
16 أيار
روابــــــــــط
المســـابقة التشجيعيـة
اســـــتفتــــــــاء
هل انت مع سحب المبادرة العربية للسلام نتيجة المجزرة الاسرائيلية على سفينة المساعدات؟
إشترك نتائج
   الشيخ حسن خالد في الأعلام
   
   
 


العنوان : رحب بالاتفاق بين حزبي الكتائب والقوات اللبنانية
التاريخ : 1985-07-29
المرجع : جريدة البيرق

المفتي خالد للشقيقة "موندي مورننغ"

• إذا كان الاتفاق بين الكتائب والقوات اللبنانية جزء من الوفاق الوطني لبناء لبنان فهو مرحب به
• إعادة النظر في الصيغة اللبنانية لا يمكن ان يكون إلا إذا اتفق قادة الوطن على تحقيق الحلول لأمنهم واستقرارهم
• إن الخلافات المذهبية التاريخية هي خلافات فقهية وفكرية ونحن ننظر إليها من جانبها الايجابي
• الخلافات المذهبية تساعد على تعميق النظرة الدينية لدى الإنسان وتقوي الفكر الاسلامي وتجدده
• الحرمان موجود عند كل الطوائف ولا تتميز به أي طائفة عن بقية الطوائف
• الحرمان سيتوقف عندما يتحقق الوفاق السياسي والحوار ويتحقق إصلاح النظام

 رحب مفتي الجمهورية سماحة الشيخ حسن خالد بالاتفاق بين حزبي الكتائب والقوات اللبنانية إذا كان جزءاً من الوفاق الوطني لبناء لبنان على أسس من العدالة والمساواة والديمقراطية. ورأى أن إعادة النظر في الصيغة اللبنانية لا يمكن أن يكون إلا إذا اتفق قادة الوطن على تحقيق الحلول لأمنهم واستقرارهم على الأرض. واعتبر المفتي خالد أن أي قمة روحية إسلامية – مسيحية تحتاج إلى أجواء إيجابية تسمح بنجاحها.

جاء ذلك في حديث أجرته الشقيقة "موندي مورننغ" مع المفتي خالد (سجله نديم أبو غنام) تنشره اليوم. هذا نصه:

• هل تعتقد أن الخلافات المذهبية في بيروت الغربية انتهت كلياً باتفاق دمشق أو أنها قابلة للتجدد والتمدد في مناطق أخرى؟

- الحقيقة أن هناك إيحاءات بوجود خلافات مذهبية في المنطقة الغربية. والأصل فيها أن هناك ممارسات خاطئة كانت تطل على الأرض وعلى الساحة في صور مختلفة تفيد بأن هناك خلافات مذهبية. هنا نريد أن نقرر حقيقة تاريخية وهي أن الخلافات المذهبية التاريخية ليست جديدة وفي خلافات فقهية وفكرية ننظر غليها من جانبها الإيجابي من حيث أنها تساعد على تعميق النظرة الدينية لدى الإنسان وتقوي الفكر الإسلامي عنده وتجدده. ومن هنا أستطيع أن أقول أن ما تفضلت وطرحته بأن الخلاف انتهى أم لم ينته هو سؤال موجه على موضوع هو غير هذا الموضوع الفقهي. فأنت تقصد الممارسات والإيحاءات التي تريد أن تثير الخلافات المذهبية ذات الطابع السياسي والتي تهدف إلى إثارة الفتن وما شابه ذلك. هذه الفتن المذهبية السياسية واردة ويجب أن نحسب لها ألف حساب ويجب أن نحضر أنفسنا لدفع خطرها وإبعاد شبحها عنا وعن منطقتنا. وطبعاً، نحن بإذن الله، بفضل الطيبين والقادة والمفكرين من كلتا الفئتين استطعنا أن نحصر هذه الفتن التي قلت عنها أنها مذهبية وأن نضع لها حدا باللقاء الإسلامي الموسع أخيراً، الذي لم يتطرق لأي خلافات مذهبية وإنما كان الحل بالنسبة للفتنة التي كانت قائمة حلاً سياسياً لا أكثر ولا أقل.

• سعى سماحة الشيخ محمد أبو شقرا لإجراء لقاء روحي – إسلامي. هل تعتقد أن اجتماعات دمشق أعطت الغاية المطلوبة ولم يعد من ضرورة لهذه القمة الروحية؟

- طبعاً مساعي سماحة الشيخ محمد أبو شقرا دوماً يمكن اعتبارها في صلب العمل الخير والمساعي الحميدة التي لا غنى عنها ولا مجال لأن تبخسها حقها من التقدير. وهي في الحقيقة لم تكن مساعي للتوفيق المذهبي ذلك أنه، كما قلت لكم، ليس هناك خلاف مذهبي بالمفهوم الذي شاع في الفترات السابقة. فكانت طبعاً تحركات سماحته من قبيل الاحتياط لترطيب الأجواء بين الأخوة ومع ذلك فإن مساعيه، على رغم ما تم في دمشق تبقى ضرورة لأنها تعبر عن طبيعة العلاقة بين الأخوة المسلمين الموجودين في هذه المنطقة، فنحن ما انقطعنا عن اللقاءات وفي هذه الأيام نحن أحوج ما نكون إليها. ولقد قمت مؤخراً بزيارة كل من سماحة الشيخ محمد أبو شقرا وسماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين وسماحة الشيخ عبد الأمير قبلان، وهذا أمر طبيعي نحرص دائماً على الحفاظ عليها.

• هل تؤيد قمة روحية اسلامية – مسيحية في هذا الظرف ولماذا؟

- طبعاً كما قلبنا عن القمة الروحية الإسلامية نقول أيضاُ عن القمة الروحية الإسلامية – المسيحية. فنحن نقول أن أية قمة روحية من هذا النوع على رقم احتياجنا إليها وعلى رغم رغبتنا في أن تكون، إلا أنها في هذه الظروف تحتاج إلى أجواء سياسية توفر لها الإيجابية في قراراتها أو بيانها أو مواقفها. وهي تحتاج أيضاً إلى أرضية سياسية تفتح لها المجال لتكون فعالة في الجماهير والناس وأعتقد أن هذه الأرضية السياسية التي لا بد منها لأن يكون هذا اللقاء وهذه القمة ناجحة في أن يسبقها مؤتمر وطني على غرار ما يحضر الآن في هذه الفترة.

• هل هناك توقيت معين، سماحة المفتي، لانعقادها أو أن تحديدها لم يجر بعد؟

- لم يجر التحديد لأننا كنا في الماضي قد حاولنا أن نحضر لهذه القمة بإيجاد لجنة تدرس فيما بينها الورقة التي يمكن أن تعتمد من القمة. ولكن هذه اللجنة لم تتوافر لها الأجواء التي يمكن أن تنجح مهمتها بإيجاد هذه الورقة ولكن إذا ما توافر هذا المؤتمر الوطني فإنها ولا شك تساعد في إنجاح القمة الروحية إلى حد بعيد.

• قلت في خطبة عيد الفطر أن المحرومين جعلوا فئة أخرى من الناس أكثر حرمانا من غيرها، هل توقف هذا الأمر؟ إذا كان الجواب بالنفي فمتى سيتوقف؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب فكيف توقف وعلى أية أسس؟

- الواقع أن الحرمان موجود في البلد. وكل الطوائف فيها فئة محرومة ولا مجال لأن يقال أن طائفة تتميز بأنها هي محرومة دون بقية الطوائف، والحرمان يجب إزالته وهو واجب وطني لا يجوز، ومن العيب بمكان أن تكون في الشعب اللبناني فئة محرومة لا تصل إليها حقوقها ولا تنال ما ينبغي أن تناله من المطالب ومن الحاجات الإنسانية والمعيشية والتي هي موفورة لغيرها من الفئات. وأظن أن هذا الحرمان سيتوقف عندما يتحقق الوفاق السياسي والحوار بين جميع الأطراف ويتحقق الإصلاح، إصلاح النظام، ويتم تحقيق المساواة  والعدالة عند الجميع وتصبح أيضاُ المطالب الإصلاحية العامة متحققة عند الجميع. عند ذلك أظن أننا نكون قد دخلنا في الطريق إلى تحقيق الغاء الحرمان من الأرض اللبنانية ومن الشعب اللبناني.

• هل توافق الشيخ أبو شقرا على مطالبته باللامركزية الإدارية فقط؟

- إن التجربة السياسية التي نمر فيها وعشناها طوال 11 عاماً أو أكثر، أفادتنا بأن الإصلاح السياسي لا يمكن أن يحقق من طرف واحد ولا بد من أن توفر له أجواء المعالجة المشتركة بين جميع المواطنين فأي مشروع للإصلاح السياسي يكون من المفيد صدوره عن لقاء بين ممثلين عن جميع اللبنانيين،  ويمكن أن يطلق عليه، كما قلنا أكثر من مرة، اسم القائد الوطني – فإذا ما تحقق مثل هذا اللقاء فإننا فيه نستطيع أن نحدد مع سماحته ما نتطلع إليه من مشاريع الإصلاح السياسي والاجتماعي المرجوة التي تحقق آمال جميع اللبنانيين بالاستقرار والطمأنينة وفي العيش الكريم.

• الأنظار متوجه إلى صيدا مخافة إثارة الفتن من قبل جماعة أبو عمار لأن السلاح يتدفق والمال يبذل بسخاء. كيف تتصورون حل هذه المشكلة، ولماذا سماحتكم لا تقومون بمبادرة لمنع حصول انفجار هناك؟

- لا شك أن هناك مشكلة على الأرض نحس آثارها وظلالها تنتشر ونحن إذ نشعر بهذه المشكلة، نحاول أن نجد لها ما يصرفها وما يقضي عليها وفي تصوري أن جميع الفرقاء أصبحوا مقتنعين بان عودة الواقع إلى ما قبل سنة 1982 أمر لم يعد مقبولاً ولم يعد في مصلحة أحد وما دامت هذه القناعة موفورة لدى الجميع، فعلينا أن نجد المساعي التي توصلنا إلى أن نوفر المتاعب ونزيل أشباح الفتن عن الأرض. فاللبناني والفلسطيني شبعا من الكوارث وكفاهما ما قد مر عليهما خلال السنوات الماضية من المصائب ومن الفتن ومن الآلام، وأصبح من واجب الجميع أن يتعاونوا معهما ليصل بهما إلى ما يحقق لهما الأمن الذي ينشدانه أو الاستقرار الذي يتطلعان إليه أو العيش البعيد عن الأحزان. على الجميع سواء أكانوا لبنانيين أم فلسطينيين، وسوا كانوا مسلمين أم مسيحيين أن يعملوا بوجه عدوهم المشترك الذي افترى على الأرض وأظلم الناس فيها والذي جنة عليها والذي هدم اقتصادها ومعالم حضارتها ومنيتها على الجميع أن تتوافر لهم جهودهم وأن تجتمع وتلتقي ليكون همها وجهدها ونشاطها في وجه العدو المشترك لا فيما بينها. علينا أن نقلع عن أي هدم بالتآمر بعضنا على بعض. علينا أن نسعى بإخلاص وباستقامة وبكثير من الاختصار لنوفر المتاعب والآلام وندخر كل ذلك لنكون في وجه العدو لنصده ولنطرده من أرضنا، كل أرضنا لتبقى حرة مستقلة وسيدة.

• سماحة المفتي موضع احترام وتقدير من جميع الأطراف وليس له خصم ألا تفكرون بدعوة جميع الأطراف الصيداوية لعقد مؤتمر كمحاولة منكم لواد الفتنة في مهدها؟

- ما أظن أن الصيداوي تغيب عن ذهنه هذه الصورة المرعبة والمخيفة والمؤلمة نتيجة لما يشاع عن إمكان الصدام، لا سمح الله. وما دامت هذه الصورة لا تغيب عن ذهن أي صيداوي فأنا على ثقة بأن جميع المسؤولين الصيداويين يعملون كل ما في وسعهم لكي يجنبوا صيدا والأطراف التي من حولها أي مشكلة أو أي صدام مما يضرهم ويسيئ إليهم فلذلك نحن نؤمن بأن هذه الصورة موجودة لدى جميع الصيداويين ونحن لن نوفر أي فرصة إذا سنحت أن نلتقي معهم للبحث بهذه النقطة بالذات ولقد وجدنا هذا المفهوم بارزاً وهذا الاستعداد أيضاً واضحاً ونحن نحمل الكثير من التقدير والثقة للأخوة الصيداويين ونعلق كبير الأمر على نبلهم ووطنيتهم وعلى حسهم الوطني والقومي ونعول إلى حد بعيد على وعيهم وعلى أنهم قادرون أن يتجاوزوا هذه المرحلة الصعبة بإذن الله، بالتعاون مع جميع الفرقاء.

• قام الموفد البابوي انتشيغاراي بتفقد منطقة جزين ويقال أنه أعطى ضمانات لأبنائها بعدم حدوث أية معارك هناك. ما هي المواضيع التي بحثتها معه، وكيف ترى حل مشكلة جزين؟ هي سيكون سلمياً أو أن المعركة مقبلة لا محال؟

- أظن أنك تعلم أن المسلمين والوطنيين في صيدا لم يبدوا خطوة في الفترة التي مضت قبل وقوع مشكلة جزين نحو أي صدام يكون منهم مع أي فريق أو طرف. على العكس أنت تعلم بأن الصيداويين فتحوا صدورهم للسلطة وللشرعية فاستقبلوا فخامة الرئيس ورئيس الوزراء وكل المسؤولين على مراحل وأبرزوا مشاعرهم وآرائهم في مساندة الشرعية والاحتكام إليها، وعملوا على تعزيز وجودها في صيدا وما حولها. ولكن الخطيئة التي حصلت كانت من القوات التي دخلت تلك المنطقة في عبرا وفي الهلالية وطردت المسلمين الساكنين في تلك المنطقة وهدمت واستباحت موجودات كل البيوت وهجرت عشرات الآلاف من سكان تلك المنطقة فهؤلاء هم الذين بدأوا في الظلم والتعسف. فبعد ذلك حصل ما حصل وكان الذي حصل نتيجة ردة فعل لخطيئة سابقة وانعكاس لظلم سابق ولكن ليس معنى ذلك أننا نسمح وأننا نرضاه وأننا نريد أن يكون بعد هذا أيضاً شيء يسيئ، لا سمح الله، إلى المواطنين اللبنانية ويسيء إلى التعايش اللبناني الذي نريد أن يكون دوماً على أحسن ما يكون بين اللبنانيين وأطيب ما يكون. فلذلك أنا أنتقل من هذا الحديث لأقول أن وضع جزين نتمنى أن يكون على أحسن ما يرام ونرجو ألا يتعرض لأي شيء يسيء إليه. نريد ان تبقى جزين في عنفوان عزها وطمأنينتها ولكن على أهالي جزين أن يساعدوا أنفسهم وعلى أهالي جزين أن يخطو. الخطوات الفعالة كما حصل من النائب الدكتور سرحال والأستاذ أدمون رزق والأستاذ جان عزيز وقد بدا منهم الكثير من الإيجابية في كل لقاءاتهم مع رئيس الجمهورية ومختلف الفرقاء أعربوا عن استعدادهم الطيب للتعاون مع الجميع. بهذه المناسبة وقد بدا هذا الحرص التعاوني من أبناء جزين وقادتهم. وأنني أحث الجميع على ألا يفوتوا فرص اللقاء والتفاهم وعلى أن يلعبوا الدور الوطني السليم ويبعدوا عن أنفسهم أسباب الظلم واللاعبين بالفتن ومثيري المتاعب والهموم لأبناء الوطن. عليهم أن يتعاونوا مع جميع الفرقاء، وهم جديرون بذلك، وأظن أن باتحادهم وتعاونهم يستطيعون أن يصلوا بإذن الله لما يحمي جزين وما حولها من اللعبة الإسرائيلية المعروفة.

• هذا ما دار بينكم وبين الموفد البابوي؟

- أما بالنسبة لما دار بيني وبين الكاردينال اتشيغاراي، الحقيقة وهي مؤلمة وسارة في الوقت نفسه، إن سيادة الكاردينال كانت زيارته بروتوكولية زيادة إلى تعاون وتفاهم وليست إلا من قبيل إضفاء الأجواء والمشاعر الودية على الزيارة ولكنني لم أترك هذه الفرصة تمر دون أن أضع بين يديه ما عندي من رؤى وما لدي من أفكار، وأظن أنه قد تقبل ما وضعته بين يديه بكثير من الإيجابية. وأظن أنني كنت في ما نقلته إليه صادقاً ودقيقاً كل الدقة، وقد أعطيته الصورة التي كان ينبغي أن يكون عارفاً فيها.

• كيف تقيم علاقتك مع الوزير بري والشيخ محمد مهدي شمس الدين؟

- أظن أن هذا السؤال وارد أولاً بالنسبة لسماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، فأنت لا تحتاج إلى هذا السؤال لأنني الآن كنت في زيارته، وفي كل لحظة وفترة وباستمرار، أتبادل معه اللقاء والاتصال الهاتفي والشخصي وبالواسطة ليكون دائماً التنسيق متيناً بيني وبينه في المنهج وفي الخطة وفي الهدف والمطالب، وبالنسبة للأستاذ نبيه لم يكن في يوم من الأيام بيني وبينه خلاف شخصي. نحن لم نختلف شخصياً. الأستاذ نبيه كانت لنا معه علاقات ولكن مع الأسف بعض الممارسات التي تمت على الأرض استوجبت منا أن نتخذ منها موقفاً اعتراضياً وناقداً. ولكن هذا لم يكن يسيء حسب ما أتصور إلى علاقتنا الشخصية فيما بيننا. وأظن أن هذا الأمر برز في اللقاء الأخير في دمشق وثبت للجميع أن الخلاف لم يكن شخصياً وإنما كان على بعض الممارسات وعلى بعض المواقف السياسية. وقد أبدينا رأينا بصراحة، وأعطيت الصورة التي كان ينبغي أن أعطيها وتقبل الجميع رؤيتنا ونظرتنا، ومن أثار هذه الملاحظات وهذه الانتقادات كان ما صدر عن اللقاء من قرارات وما تراه الآن على الأرض من إجراءات.

• ما هو تعليقك على الاجتماع الماروني الذي عقد في مونريال – كندا، وكيف تقيم نتائجه؟

- الحقيقة دوماً يجب أن لا تخرج عن هذا الحد في هذا الموضوع كل توجه طائفي مذهبي محدود بمصلحة الطائفة والمذهب لا تتعداه ولا تبالي بمصلحة الطوائف الأخرى والمذاهب الأخرى وكل توجه بهذا المعنى لا أقبله ولا أرضاه وأرفضه وادينه وأنا أميل دوماً إلى أن يكون السعي للطائفة وللمذهب من خلال السعي للوطن وللشعب بكامله وللطوائف بكاملها وأتصور أن أي تحرك من هذا القبيل إذا كان في هذه الحدود فلن ينفع الطائفة بل سيضر بها ولن ينفع المذهب بل سيضر به.

• ما هو ر أيك باتفاق حزب الكتائب والقوات اللبنانية؟

- إذا كان اتفاق حزب الكتائب والقوات اللبنانية جزءاً من الوفاق الوطني لبناء لبنان على أسس من العدالة والمساواة وعلى أسس من التصورات الديمقراطية التي تضمن تعايش أبناء هذا البلد بأقل ما يمكن من المتاعب ومن المشاكل فمرحباً بهذا الاتفاق. وهو اتفاق إيجابي له منا كل التقدير والرعاية ولامنا لا يمكن أن يتجاوز هذا الحد. أما إذا لم يكن في هذا الإطار فكيف يمكن أن يكون لنا عنه رضى..

• يتردد أن الجبهة اللبنانية ترى أن تكون إعادة النظر في الصيغة اللبنانية بتحويلها إلى نوع من اللامركزية أو الفدرالية أو الكونفدرالية. ما هو تعليقك؟

- هذه المباحث أصبحت من التعقيد ومن الكلام المطروح دونما تركيز ودونما مقعدي وفي زاوية من بيتي أو مكتبي وأتكلم وأقول: أنا مع الفدرالية أو أنا ضد الفدرالية، أنا مع اللامركزية أو أنا مع المركزية أو أنا مع المركزية.. إدارية.. إنمائية كلام يطول وشرح واسع ويتصدى لي فلان ويعارضني ويوافقني في جزء من كلامي فلان آخر، وخذ وأعط، ويتمادى الناس في المناقشات التي لا يمكن أن يكون من ورائها أي لقاء يتفق الجميع عليه. أي نوع من البحث في هذه النقاط التي طرحتها لا يمكن أن يكون في مصلحة الوطن إلا إذا تحققت إرادة كاملة من قادة هذا الوطن والمسؤولين فيه على أن يحققوا الحلول لما يوفر لهم أمنهم وطمأنينتهم واستقرارهم على الأرض وإذا تحققت مثل هذه الإرادة بين هؤلاء فإنه عند ذلك يمكنهم أن يبحثوا في لقائهم ما يشاؤون: مركزية، لا مركزية، فدرالية، لا فدرالية، تقسيم لا تقسيم، يستطيعون أن يتفقوا على ذلك ويصلوا إلى ما يلتقون عليه أما الآن، فكلام في كلام لا يزيدنا إلا ضياعاً والمهاترات وإلا بعداً بعضنا عن بعض.

• هل توافق سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين على برنامج الإصلاح الذي طرحه بدلاً من صيغة 1943؟

- في الحقيقة لم أدرس برنامج الإصلاح الذي تقدم به سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، بعد التدقيق فيه سيكون لنا موقف، ولكن لا أتصور أنه يخرج عن المسلمات العشر الإسلامية التي جاءت، باتفاق جميع الفئات الإسلامية.

   القسم السابق رجوع القسم التالي  

جميع الحقوق محفوظة - في حال أردتم إستعمال نص أو صورة من هذا الموقع, الرجاء إرسال خطاب رسمي لمؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد
ارقام تهمك     فهرس الموقع     مواقع تهمك      روابط      من نحن       كفالة الأرامل و الأيتام    إتصل بنا     إدارة المؤسسة