أسباب الصراع الحالي في لبنان هي انه اتخذ ساحة لتصفية الحسابات والصراعات المحلية، والعربية والدولية لا نعتقد أن شعباً في الأرض وقع عليه من الظلم مثلما وقع على الشعب العربي الفلسطيني المناضل الصحوة الإسلامية تعود لسببين الأول يتصل بالإسلام والثاني يعود الى طبيعة العصر المادي ما من أسبوع يمر إلا ويزور الكويت قائد إحدى الدول الشقيقة او الصديقة او بعض المسؤولين الكبار في هذه الدول أو ممثلون عن الجماعات الاسلامية في العالم حيث يجتمعون بالمسؤولين هنا فيتشاورون ويتباحثون فيما يعود على الجميع بالخير والمنفعة المشتركة، والكويت بقلبها الكبير وانتمائها العربي والاسلامي الاصيل تفتح ذراعيها للجميع – كعهدها دائما – ولا تبخل على احد بالنصح والعون والنصرة. من الوفود التي زارت الكويت مؤخرا وفد يمثل المجلس الاعلى العالمي للمساجد برئاسة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشقيقة الشيخ حسن خالد. وكعادة الانباء" دائما وحرصا منها على ان تضع القارئ في الصورة فقد رأت أن تجري مع سماحته هذا اللقاء.. نبذة عن حياة سماحته كانت دراسته الاولى في المقاصد الاسلامية في بيروت، وكانت دراسته الثانوية في الكلية الشرعية في بيروت أيضاً.. أتم دراسته العالية في كلية أصول الدين بالأزهر الشريف وتخرج منها عام الف وتسعمائة وسبعة وأربعين. عمل سماحته مدرسا لمدة خمسة عشر عاما ثم اشتغل في القضاء فكان قاضيا للشمال، وقاضيا في فترة أخرى لمحافظة جبل لبنان ثم انتخب مفتيا للجمهورية اللبنانية في أول يناير عام الف وتسعمائة وسبعة وستين. صدر له خمسة كتب تعالج شؤون الدعوة الاسلامية والشريعة منها الأحكام الشرعية في الاحوال الشخصية ومنها احكام المواريث في الاسلام ومنها التكافل المادي في المجتمع، ومنها أيضاً الشهيد في الاسلام، كما ان هناك كتابا ترجمه هو التوراة والانجيل والقرآن والعلم الحديث للدكتور "موريس بوكاي". الحركة الاسلامية في لبنان يشرف سماحته على الحركة الاسلامية في كل لبنان، وذلك من خلال مسؤوليته كمفت للجمهورية اللبنانية وكرئيس للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ورئيس لمجلس القضاء الشرعي. وهو بمقتضى رئاسته للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى يشرف على ادارات الاوقاف في كل لبنان، وما يخضع لها من مسؤوليات الاشراف على المساجد والدعاة من خطباء ومدرسين وائمة، ويشرف أيضاً على مجلة الفكر الاسلامي التي تصدرها دار الافتاء.. كما يشرف على المعهدين الثانويين الدينيين في بيروت وطرابلس واللذين يخرجان نواة الدعاة الذين يتحملون بعد تخرجهم من الجامعات الازهرية وجامعات المملكة العربية السعودية وغيرهما من الجامعات الموجودة في العالم العربي والاسلامي مهمة نشر الدعوة الاسلامية في لبنان وذلك اما بالتعليم في المدارس أو في المساجد أو في القيام بمهمة الخطابة او الامامة وغير ذلك. الغرض من هذه الزيارة لقد سبق للمجلس الاعلى العالمي للمساجد ان اتخذ في دورته الاخيرة قرارات لها علاقة بمنطقة الخليج وتتطلب القيام ببعض اللقاءات مع المسؤولين في دول هذه المنطقة. وقد قرر المجلس تحقيقا لهذا الغرض تأليف لجنة من بعض أعضائه للقيام بهذه المهمة من المنطقة وغيرها وهم بسعادة الدكتور معروف الدواليبي أحد مستشاري جلالة الملك خالد، وفضيلة الشيخ علي مختار الأمين العام المساعد للمجلس الاعلى العالمي للمساجد، وفضيلة الشيخ عبد الله الانصاري مدير الشؤون الدينية في قطر، وفضيلة الشيخ عبد الله المحمود مدير الشؤون الدينية في الشارقة، وفضيلة الشيخ محمد عبد الرحمن البكر وزير الاوقاف والشؤون الدينية في الامارات.. وسماحة الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية.. أما عن نتائج الزيارة فقد قال سماحته اننا نأمل ان تكون ايجابية في الحقل الذي جاءت من أجله.. اسباب الصراع الحالي في لبنان • عن أسباب الصراع الحالي في لبنان قال سماحته: - لم تعد اسباب هذا الصراع خافية على أحد.. فقد مضى عليها سبع سنوات، واللبنانيون يعايشون الدمار والالام والرعب والدم والموت المتربص بكل شخص وبكل منزل. وقد تحول لبنان الى المريض الذي أعيا الأطباء، واستعصى على الدواء وهو مع ذلك متشبث بالحياة، مصر على تحدي الرزايا، صامد في وجه كل المؤامرات التي تتربص به، وتتخذ منه ساحة لتصفية الحسابات والصراعات المحلية، والعربية والدولية وكلما اقتربت نهاية الازمة سارع المستفيدون من الصراع الى افتعال مشكلات جانبية، والى المناورات السياسية، والى اثارة التناقضات التعجيزية على كل صعيد. لقد سبق لنا ان قلنا بأن لبنان قد تحول الى رهينة بأيد كثيرة، والى صيد علق في شباك عديدة ومعقدة، فالأطماع الدولية والخلافات العربية، والمشكلات المحلية لن تتخلى عن هذه الرهينة مهما ارتفعت الفدية، لان الابتزاز مستمر ولأن طوق المؤامرة مستحكم ولأن صحوة الوعي والضمير تخنقها ضراوة الاطماع والاحقاد والمصالح.. ان لبنان يشهد مأساة فريدة من نوعها في التاريخ تتجاوز حجمه وقدراته، وتوشك أن تتخطى حدوده لتبلغ أعماق العالم العربي.. القضية اللبنانية في الاساس تتخلص في أمرين: اصلاح نظامه، وتأكيد انتمائه العربي. وقد وجد البعض ان صلاح النظام يعني اقرار المساواة وذلك يعني الغاء الامتيازات ويعني البدء باقرار أنظمة العدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وذلك يعني الغاء الاحتكارات وانهاء الطائفية السياسية. ووجدوا ان تأكيد الانتماء العربي يعني ضرب فكرة الانعزال اللبناني وأوهام التقوقع الطائفي. ووجدت اسرائيل فرصتها التاريخية لتحطيم الكيان اللبناني الذي كان بذاته ردا عمليا على وجودها وسيطرتها العنصرية ومثلا حيا للحل الكامل للمشكلة الفلسطينية.. كما كانت اسرائيل تخطط منذ انشائها لافقار لبنان والغاء دوره التجاري والمالي، كما كانت تخطط لاذكاء التفرقة الطائفية والعمل على انشاء الكيانات الطائفية. وزاد من تلهفها على تحطيم الكيان اللبناني تواجد عدد من الفلسطينيين على أرض لبنان، فوضعت استراتيجية مزدوجة، تتجه في وقت واحد لتحطيم لبنان وتقسيمه طائفيا، وإنهاك المقاومة الفلسطينية وحصرها في أضيق نطاق ووضعها بين شقي الرحى من العدوان الاسرائيلي والصراع الطائفي الموجه ضد المقاومة الفلسطينية. واستطاعت اسرائيل ان تتقدم خطوات واسعة نحو تحقيق هدفها، وما زالت تستغل الصراع الدولي والخلاف العربي والتمزق الداخلي لتحقيق هدفها كاملا ضد لبنان أو ضد المقاومة الفلسطينية وضد الأمة العربية كلها. • الوجود الفلسطيني في لبنان ومدى علاقة ذلك باستمرار الأزمة اللبنانية... وعن هذا الموضوع قال سماحته: - لقد كثر الجدل حول الوجود الفلسطيني في لبنان... ولا نعتقد ان شعبا في الارض وقع عليه من الظلم مثلما وقع على هذا الشعب العربي المناضل الذي كان ضحية: الظلم الدولي والغدر الاسرائيلي واستمرت مؤامرات الخديعة والتهجير والخذلان والتطويق سنين عديدة، حتى نبت الجيل الذي كان منتظرا له أن يكون جيل التخلي عن القضية، فإذا به يغدو جيل الثورة والجهاد والشرف العربي الذي أعاد الثقة والأمل والكرامة بما أعلن عن صلابة هذه الأمة وكشف عن اصالتها وثباتها.. وارتج العالم لصحوة هذا الجيل الفلسطيني الذي انتزع الاعجاب وفرض لنفسه الاحترام وبدأ بكسب كل يوم المزيد من الاعتراف بثورته وبحقه في أرضه ودولته. وقد تحركت كل عوامل الحقد الاسرائيلي والتآمر الاستعماري من أجل تطويق المقاومة الفلسطينية وافتعال الازمات من حولها وفي داخلها، واستغلال ما يصدر عن الدخلاء في هذه الثورة لتشويهها واعطاء المبررات لاعدائها والمتربصين بها، بتضخيم هذه الأعمال والتركيز عليها، وبإقحام الخلافات والصراعات العربية في أعمال المقاومة من أجل شرذمتها وبث التناقضات في صفوفها وجرها الى مزالق تشكل في مسيرتها وتدخلها في عمليات الصراع العربي. • وماذا فعلت المقاومة اللبنانية؟ - انها ظلت عدة سنوات تعاني من التحرش بها من بعض الاجهزة ومن العناصر التي كانت تنفذ أولى مراحل الخطة التمهيدية لعملية الصدام ومؤامرة التقسيم.. انها كانت تؤدي واجبا عربيا وواجبا ووطنيا وواجبا انسانيا بصمودها في وجه العدوان الاسرائيلي، والتأهب لمواجهة العدو في معركة التحرير. انها أعلنت مرارا وهي صادقة انها ترفض أي نوع من أنواع التوطين في لبنان وانها انشئت في الاساس لاسترداد فلسطين وليس للتوطين في لبنان وانها بكل الاتفاقات التي صدق عليها مجلس النواب اللبناني ووافقت عليها كافة أجهزة السلطة. وانها مستعدة للوقوف مع الدولة في وجه أي تجاوز يصدر عن الدخلاء والعملاء، وانها حريصة كل الحرص على سيادة لبنان واستقراره لانها تعتبر الكيان اللبناني نموذجا لمشروع حل القضية الفلسطينية. ولكن المقاومة لم تفاجأ بما كان يدبر لها لأنها كانت تعلم أن خطة معدة من قبل للاجهاز عليها وعلى الكيان اللبناني وان البعض قد خدع بأوهام هذه الخطة وباغراءاتها الطائفية. ان الفلسطينيين في لبنان ليسوا هم سبب الأزمة وليسوا طرفا فيها، ولكنهم ضحاياها كما كانوا دوما ضحية الغدر والعدوان والخذلان. وكان أولى بالتذمرين من الفلسطينيين أن يكونوا الى جانبهم لحمايتهم من المؤامرات الاسرائيلية وأن يكونوا عونا لهم من أجل استرداد وطنهم. وكان أولى بمن ضاق بهم في لبنان واعتبرهم سبب الأزمة واستمرارها ان يدركوا أن أزمتهم هي أزمة الفلسطينيين أنفسهم لان المخطط واحد وهو اسرائيل ولان الغاية واحدة هي تقسيم لبنان وتهديم كيانه وتهجير ابنائه وتعريضه للخطر والاجتياح. ومن الخطر الشديد ان ينخدع البعض في أوهام التعاون مع اسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية، بينما الخطر الاسرائيلي لا يفرق بين لبناني وفلسطيني، ولا بين مسلم ونصراني، ولعل الاحداث التي تلاحقت اقنعت الجميع بأن الفلسطينيين ليسوا خطرا على لبنان، ولم يتواجدوا فيه من اجل الاخلال بالمعادلة الطائفية السكانية، كما يرى البعض وانما هم اخوة عرب، يضمرون الخير لهذا الوطن الذي وجدوا فيه الحب والدعم، وهم يناضلون من أجل العودة الى وطنهم السليب. الصحوة الاسلامية الحالية • لدى سؤالنا سماحته عن موضوع الصحوة الاسلامية التي نشاهدها حاليا رد قائلا: - ليس هذا بمستغرب.. بل كان هو المنتظر الذي لا شك فيه. والصحوة في نظرنا تعود لسببين رئيسيين: أولهما يتصل بالاسلام نفسه، فهو الدين الذي يشبع حاجة الانسان الفكرية والقلبية والجسدية، كما يملأ حياته الخاصة والعامة، ولا يشعر المؤمن به بأي حاجة الى سواه من قضايا الفكر او نظام المجتمع، ولا يشعر بأي قلق فكري أو نفسي في مجال العقيدة والتربية والتشريع، انه دين الله الذي ختم به وحيه وأتم نعمته على البشر، وتكفل بحفظه ليبقى مصونا من العبث والتحريف، ولتبقى له ميزة التفوق والغلبة على امتداد الاعصر والاجيال، تتقدم به البشرية الى أوسع آفاق المعرفة، وترتقي الى أعلى مستويات التفوق والابداع، وتحقق كل مرتجاها من الاستقرار والسعادة... وكلما أرتقت العقول وتقدمت البشرية عرفت من تفوق الاسلام ما يسدد خطاها ويقودها الى معارج السمو، ويكشف لها من عظمة هذا الدين ما لم يتهيأ لسواها. والسبب الثاني للصحوة الاسلامية هو سبب خارج، يعود الى طبيعة العصر المادي الذي أوشك أن بعض على هناءة الانسان وعلى راحته النفسية وعلى أهدافه وغاياته، كما يعود الى التجارب المريرة التي مرت بعالمنا الاسلامي واصابته بالهزائم الخطيرة في شتى المجالات الفكرية والسياسية والتنظيمية وأكدت له بما لا يقبل الشك والتردد ان خلاصه وتقدمه لن يكون الا بالعودة الجادة الى الاسلام عقيدة وايمانا والتزاما ومنهج حياة.. لقد صحا شبابنا على اغراءات كثيرة وعلى نداءات كثيرة، وعلى شعارات كثيرة، وعلى تجارب كثيرة، وبث اعداء الاسلام في طريقة الشبه والشكوك وزينوا له طريق الغرور والاستكبار ولم تظل الطريق فقد صدم حين عاد بالقلق والفراغ وبالاوهام وبالضياع وبالانكسار ومن فضل الله عليه انه بدأ يصحو على الحقيقة ويعتصم بها، ويلوذ الى حماها ويستنير بهداها.. وهذه تباشير الصحوة الاسلامية تتحرك في آفاق العالم الاسلامي وقد بدأت مواكب العائدين تحط رحالها في موقعها السليم، والمسؤولية اليوم هي مسؤولية أشد وأعظم انها مسؤولية المفكرين والعلماء والقادة لكي يمسكوا بالزمام ويقودوا الركب الى حيث ينبغي له من الوعي والامتداد، وبكل ما في الاسلام من اشراق وخير وصحو وتسام وشمول. في يوم بدر يقول جل شأنه في سورة الانفال: "اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بألف من الملائكة مردفين.. وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم" - صدق الله العظيم – التفسير "اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بألف من الملائكة مردفين" سبب النزول: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم بدر، نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى اصحابه وهم ثلاثمائة رجل وبضعة عشر رجلا، ونظر الى المشركين فاذا هم الف وزيادة فاستقبل نبي الله القبلة ثم مد يديه وجعل يهتف بربه: اللهم انجز لي ما وعدتني اللهم ان تهلك، هذه العصابة لا تعبد في الارض، فما زال يهتف مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه فأتاه ابو بكر الصديق رضي الله عنه فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال يا نبي الله: كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله تعالى: "إذ تستغيثون ربكم" الاية.. فلما كان يومئذ والتقوا هزم لله المشركين فقتل منهم سبعون رجلا وأسر سبعون. وقد جاءت هذه الاية الكريمة تذكيرا للمؤمنين بأنه تعالى لم يتخل عنهم حين لجأوا اليه واستغاثوا به، وقتما رأوا قلتهم وضعف استعدادهم أمام جيش المشتركين الكثير العدد، القوي الاستعداد بل أمدهم بالملائكة من عنده. وقد أسندت الاستغاثة في الاية الى المؤمنين، مع ان سبب النزول الذي تقدم ذكره يحكي انها كانت من النبي صلى الله عليه وسلم، لانه صلى الله عليه وسلم كان يعبر باستغاثته عما في نفوس المؤمنين وجرت به السنتهم من لجوئهم الى الله تعالى لينصرهم.. والمعنى: واذكروا ايها المؤمنين حين كنتم تستغيثون ربكم، وتطلبون منه النصر على عدوكم الذي جاء بخيله ورجله، وعدده عدته، وأنتم لم تكونوا مستعدين للقائه حيث كنتم تريدون العير ولا علم لكم بالتغير، فأجاب استغاثتكم ودعاءكم بأني ممدكم بألف من الملائكة مردفين أي متتابعين، بعضهم في أثر بعض، كأنما يردف بعضهم بعضا، أي يتبعه اياه.. ويجوز أن يكون معنى – مردفين – متبعين المؤمين لهم بأن يتقدموهم في المعركة ليطمئنوهم ويثبتوتهم. "وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم": أي ما جعل الله أمدادكم بالملائكة عيانا لامر من الامور الا ليبشركم بأنكم منتصرون، ولتطمئن به قلوبكم، وتسكن به نفوسكم ويزول خوفكم واضطرابكم، فتثبتوا ويتم لكم النصر. وفي قصر الامداد بالملائكة على البشرى والطمأنينة، اشعار بعدم مباشرتهم للقتال وان الغرض هو تقوية قلوب المؤمنين المقاتلين، وتكثير عددهم أمام المشركين وسيأتي بسط الكلام في ذلك قريبا. "وما النصر الا من عند الله" أي وما النصر في الحقيقة الا من عند الله تعالى، ولكنه سبحانه أجرى سنته عل ربط المسببات بالاسباب، ليأخذ بها العباد. "ان الله عزيز": لا ينازع في حكمه ولا يغالب في أقضيته. "حكيم" يفعل كل ما يفعله لحكمة ومصلحة ولذا أمدكم بأسباب النصر على عدوكم، فتم لكم بفضله النصر عليهم، كذلك يسلط الله الحق على الباطل ليدمغه فإذا هو زاهق، فثقوا بالله وتوكلوا عليه، ولا تقطنوا من حصول النصر اذا كثر أعداؤكم، بل أدوا واجبكم من الثبات والصبر، والكفاح على قدر طاقتكم ولله يعينكم وينصركم "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين" التفسير الوسيط من هدي النبوي النظافة في الاسلام عن سعد بن ابي وقاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نظفوا أفينتكم ولا تشبهوا باليهود، إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا اليهود.. - رواه الترمذي وهو حديث حسن.